مُستَهْلِكٌ .. مُسْتَهْلَكْ( هوس الاستهلاك )

مُستَهْلِكٌ .. مُسْتَهْلَكْ( هوس الاستهلاك )

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

توطئة :
اسمحوا لي من خلال هذه النافذة أن أطرح موضوع لا يقل أهمية عن المواضيع الأخرى ، لا سيما أنه ذو أبعاد ( مادية ، ونفسية ، ومعنوية ، وصحية )
لن يكون حديثي عن ظاهرة ، لأنه لم يصل إلى حد الظاهرة كوننا نعجز عن السيطرة المطلقة عليه ، وإن كانت له بوادر توحي بأن يُصنَّف إلى أن يكون ظاهرة ، ولكن ظاهرة من نوع خاص لبعض فئات المجتمع أصحاب الدخل المحدود ؛ إنه هوس وليس كأي هوس ، هوسٌ أصاب القاصي والداني ، الصغير والكبير ، العاقل قبل المجنون ، والحكيم قبل السفيه ، إنه ( هوس الشراء ) وسأترك لك أخي القارئ المجال في وضع الحلول المناسبة للحد من هذا الهوس .
آمل أن يحوز الموضوع على القبول وهو بقلم أخوكم الراسي .
.................................

بداية حتى يكون الطرح ملائم وواضح ، ما هو الحد الأعلى والمعيار الحقيقي لدخل هذا الموظف ؟ هل يصل إلى 3000 ريال ؟ ، أم إلى 4000 ريال ؟ ، أم 10000 ريال ؟ . وإن كان الموظف ذو الراتب الـ ( 4000 ريال ) قد صنَّفه العلماء ممن يستحقون الزكاة ، والصدقة عطفاً على غلا المعيشة ، وزيادة الأسعار .
وهذا الموظف صاحب الدخل المحدود مُستَهْلِكٌ مُسْتَهْلَكْ مادياًّ ، ومعنوياًّ ، ولو استمرَّ به الحال على دخله ، وطريقة استهلاكه وصرفه فسيكون مُسْتَهلَكً صحيًّا ، وربما نفسياًّ ودون مبالغة لا سيما أنه في الآونة الأخيرة أصبحنا نسمع عن تحذيرات الأطباء من الاستهلاك ، الذي ينعكس على وضعية المُستهلِك .

إننا وللأسف لا نُجيد ثقافة الترشيد في الاستهلاك ، والتدبير المالي ، وها هو عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يُرشدنا بعبارته الشهيرة : ( أكُلَّما اشتهينا اشترينا ) .
فمنذُ بداية السنة وهذا الموظف المسكين مُستَهلِك حتى ينتهي به المطاف لأن يكون هو مُستهْلَك من جميع الجهات ( المادية والنفسية والمعنوية والصحية )
فمروراً بموسم الدراسة وحاجيات الطلاب ، والطالبات المُتَكرِّرة ، ثم بدخول فصل الشتاء المُثْقَل بالمتطلبات ، والاستعداد الكامل له ، فموسم الإجازات المدرسية ، وحقوق الأبناء من ترفيه وتنفيس ، ثم الاستعداد لشهر الصيام بدءً من شهر شعبان ، فعيد الفطر المبارك وتزاحم الأعراس والأفراح ، والخُطوبات ، طبعاً كل مناسبة لها حساباتها الخاصة ، وما إن ينتهي عيد الفطر إلا وعيد الأضحى يهل بهلاله على أخينا صاحب الدخل المحدود الذي لم يلتقط أنفاسه من مصاريف الأشهر الماضية ؛ إلا واكتملت نهاية السنة وأصحاب العقارات والأجارات يطرُقون الأبواب ، ويُرسلِون المراسيل بسرعة دفع الإيجار منعاً من الإحراج .

مسكين أيها الموظف المُستهلِك ـ كان الله في عونك ـ ما إن يمسِك بورقته وقلمه ؛ ليُقَسِّمْ راتبه على احتياجاته ومستلزماته ؛ إلا وجاءه طارئ لم يطرأ على البال ، ولم يُدرَج ضمن الحسابات ، والطوارئ كثيرة حدِّث ولا حرج .
لقد كنَّا بالأمس القريب تستهوينا عبارات يطلقها أصحاب المحلات التجارية ، ويتفنون بها على حسابنا ، لتسويق منتجاتهم ، وهي عبارات رنَّانة ، وما أكثرها عند قرب المواسم ؛ كعبارة ( نحن نُحطِّم الأسعار ) ، طبعاً هذه التحطيم للأسعار يأتي بعد تحطيم الموظف صاحب الدخل المحدود مادياً ونفسياً ومعنوياً ، ليضطر أن يقبل هذا التحطيم للأسعار مُكرَهاً بعد أن يقترض مبلغاً إضافيا فوق راتبه ، على أمل سداده في وقت مفتوح الأَجَلْ ، طبعاً إلى مالا نهاية ؛ لأجل تلبية رغبته ، ورغبة زوجته المساهمة في تحطيم هذه الأسعار عُنوَةً ، فجميع الأسعار بالنسبة لها وفي نظرها مُحطَّمه وزهيدة شأنا أم أبينا ،ناهيك عن ما يتعلق بالكماليَّات بأنواعها ، وكلامي هنا فقط عن الضروريات التي يلزم ويجب شراءها ، ولا يمكن الاستغناء عنها إطلاقاً ، إلى جانب الاستهلاكات الفردية ، حتى أصبح أخينا المُستَهْلِك مُسْتَهْلَك ولسان حاله يقول :من يشتريني .

وهنا أترك المجال للجميع في مناقشة هذا الموضوع الهام مناقشة جادة وثاقبة ؛ علَّنا أن نخرُج بحلول مناسبة لهذا المُستَهْلِك المُسْتَهْلَك ، ولا ننسى أن هذا المُستَهلِك يقع ضريبة رفع الأسعار ، وغلا المعيشة ، وضريبة الأزمة المادية العالمية التي أثَّرَت على الخليج بشكل أكثر حتى نالت بثقلها على موظفي الدخل المحدود ، وفي نظري كُلَّما كانت الحلول تكامُلية ؛ كُلَّما كان الوضع أسهل ، وأكثر قناعة ، ولا نغفل أن هناك أمور تتعلق في شخصية هذا المُستَهلِك ، لها الأثر السلبي والإيجابي .
وتقبلوا خالص تقديري واحترامي ، وتمنياتي للجميع بالتوفيق والسداد

استهلاك مستهلك
موانع نفسية
جلسة طبية
التبزير
الاستهلاك

كل دى مصطلحات تستوجب الدراسة
هههههههههههههههههههههههههه

شكرا حبيبتى