والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اولا : ما اهمية ان نعرف الحديث الصحيح من الضعيف ؟؟
ان
الاسلام كله يقوم على اساسين ثابتين لا يمكن الاستغناء باحدهما عن الاخر ,
هذان الاصلان هما كتاب الله تعالى و سنة نبيه محمد صلى الله عليه و سلم ,
و عليهما تبني احكام الشريعة , و منهما ناخذ عقيدتنا التي نرجو بها الفوز
في الدنيا و الاخرة , لذا فإن من الضروري على من اراد تعلم الدين او
تعليمه ان يميز الحديث الصحيح من الضعيف .
ثانيا : ما هو الحديث الصحيح و ما هو الحديث الضعيف اصلا ؟؟؟
الحديث
الصحيح هو الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه و سلم و بالتالي نأخذ منه
أحكامنا و شريعتنا , اما الحديث الضعيف فهو لم يثبت عن النبي صلى اله عليه
و سلم لذلك لا يصلح ان يكون مصدرا لديننا .
و في علم الحديث يعرف الحديث الصحيح على انه :
( ما رواه العدل تام الضبط عن مثله بسند متصل غير معل و لا شاذ )
و هذا تعريف عظيم لمن اراد دراسة علم الحديث و يشتمل على فوائد عظيمة , لكن لا مجال للتوسع فيها الان .
ثالثا : هل يوجد ما يضمن أن السنة المطهرة محفوظة من العبث و التبديل ؟
نعم
, فان الله تعالى يقول : ( إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون ) , قال
اهل العلم : و حفظ القرءان يستلزم حفظ ما يفسره و هو السنة , و النبي صلى
الله عليه و سلم قال : ( ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه , ألا يوشك رجل
شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه
وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ) ,
فمن اراد ان يستغني بالقرءان
عن السنة فهو ضال مبتدع حذر منه النبي صلى الله عليه و سلم , و ذلك من
معجزات نبينا محمد صلى الله عليه و سلم حين اخبر ان امثال هذا الرجل سيجيء
, و قد جائت كما اخبر الحبيب صلى الله عليه و سلم طائفة ضالة بالفعل سموا
انفسهم القرءانيين و قالوا ذلك و أنكروا السنة و ما زال منهم موجودا حتى
الان .
رابعا : ما خطورة نقل الأحاديث عن النبي صلى الله عليه و سلم بغير علم ؟؟
و هل من الضروري قبل أن انشر حديثا ان اتاكد من صحته ؟؟
نجد اجابة هذا السؤال في حديث
قال عليه الصلاة و السلام : ( من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )
خامسا : كيف نعرف الحديث الصحيح من الضعيف ؟
قيض
الله تعالى لهذا العلم علماء افذاذ و قضوا حياتهم في دراسة حديث النبي صلى
الله عليه و سلم , ووضعوا ضوابط شديدة لمعرفة الحديث الصحيح من الضعيف , و
من هنا نشأ علم يسمى علم الرجال الذي يبحث في رواة الحديث و يبحث احوالهم
من حيث الصدق و الكذب و العدالة و الفسق , فلا يؤخذ الحديث الا من الثقة
العدل .
سادسا : كيف نعرف نحن - غير العلماء - الحديث الصحيح من الضعيف ؟
هناك
مصنفات حديثية التزمت الاحاديث الصحيحة فقط , فهذه يؤخذ منها الحديث
مباشرة و اشهرها : البخاري و مسلم , و هما اصح كتابين بعد كتاب الله تعالى
.
و هناك مصنفات فيها الصحيح و الضعيف , مثل كتب السنن : ( النسائي
و الترمذي و ابي داوود و ابن ماجه و الدارمي ) , و مسند الامام احمد ( و
هذا اغلب ما فيه صحيح او يقترب من الصحيح ) , و غيرها .
فعندما
تنقل حديثا من المصنفات الصحيحة ( البخاري و مسلم ) فعليك فقط ان تتاكد ان
الحديث موجود بالفعل في البخاري او مسلم , و ذلك تعلم صحته .
و
عندما تنقل حديثا عن غيرهما - و انت لست عالما باحوال الرواة و المحدثين -
فعليك الرجوع الى بعض العلماء المحققين الذين يحققون الاحاديث و يفصلون
الصحيح من الضعيف , و من هؤلاء العلماء :
الامامان الذهبي وابن القيم رحمهما الله و غيرهما .
و
من ائمة عصرنا هذا الشيخ العلامة الامام ناصر الدين الالباني غفر الله له
و رحمه و نفع بعلمه و عمله , و الشيخ احمد شاكر رحمه الله .
و
الشيخ الالباني قد صنف اربعة مصنفات عظيمة جمع فيها اكثر الاحاديث الصحيحة
و الضعيفة و حكم على كل منها بدرجته من الصحة و الضعف , و هذه المصنفات هي
:
- صحيح الجامع الصغير
- ضعيف الجامع الصغير
- السلسلة الصحيحة
- السلسلة الضعيفة
بالاضافة الى تحقيقه عدد من كتب السنة مثل سنن ابي داوود و ابن ماجه و النسائي .
سابعا : كيف نعرف بطريقة سريعة و مباشرة الحديث الصحيح من الضعيف ؟
الحمد
لله الذي انعم علينا بنعم وفيرة كثيرة , ان العالم فيما مضى كان يسافر
شهرا على دابته للحصوا على حديث واحد , اما اليوم فنحن يمكننا استعراض
مئات الاحاديث و معرفة تخريجها و درجتها و نحن في بيوتنا .
هناك
الكثير من المواقع على الشبكة التي اهتمت بهذا الامر , و حوت مكتبات
الكترونية تشمل الكثير من الموسوعات الحديثية , بالضافة الى اسطوانات
الموسوعات الحديثية التي تنتجها شركات البرامج الاسلامية , و هناك اخيرا
برامج موجودة على الشبكة يمكن تحميلها و الاستفادة منها .
و هنا
انصح من يريد ان ينقل حديثا عن النبي صلى الله عليه و سلم خاصة اذا كان
معلما ان يبحث عن الحديث في اكثر من مصدر من هذه المصادر التي ذكرناها حتى
لا يدع مجالا للشك , فيمكنه مثلا البحث في اسطوانة و موقع , او موقع و
برنامج , و هكذا .. فان اتفق المصدران فحسن , و ان اختلفا يرجع الى مصدر
ثالث و رابع , و الامر لا يكلف بضع ثوان , و لكن لتضمن انك تعرف الان
تحقيق الحديث الذي بين يديك , و هل حدث به النبي صلى الله عليه و سلم حقا
ام لا .