[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]معكل "الغم" الذي ينتاب المرء عند سماع الإعلان عن مزيد من الأعداد الجديدةلضحايا إنفلونزا الخنازير في مناطق العالم المختلفة، لا يزال السؤالالبسيط التالي من أكثر الأسئلة إلحاحا في الأوساط الطبية والشعبية: لماذايموت الناس بإنفلونزا الخنازير؟ وهو ما يستتبع تلقائيا سؤالا آخر: هل منالممكن تقليل أعداد المتوفين بهذا المرض، وما هو السبيل لذلك؟ صحيح أنالوفيات بإنفلونزا الخنازير مشكلة لا تتوفر لها حتى اليوم حلول سحرية،ولكننا نملك الكثير من الوسائل الفاعلة للحد من حصول هذه الوفيات، أومنعها. و"نون الجمع" لا تعني الأطباء والعاملين في الوسط الطبي والسلطاتالصحية فقط، بل أيضا جميع أفراد الجمهور أو الناس، وخصوصا منْ لديهم أعراضمرضية أو الأشخاص المحيطين بهم.
وإذا ما توفرت "أرضية" القدرة والرغبةوالمعرفة بالتعامل الصحيح والسريع مع حالات إنفلونزا الخنازير، يكونالتنفيذ ممكنا من قبل الوسط الطبي ومن قبل أوساط الناس لجهود مكافحةالوباء والوفيات الناجمة عنه.
وعلى الأطباء والعاملين بالوسط الطبي، القيام بثلاثة أمور:
1-بذل الجهد لاستمرار تحديث إطلاعهم على مجمل ما هو متوفر من معلومات طبيةصادرة عن الهيئات الطبية العالمية ذات العلاقة المباشرة بمكافحة هذاالوباء الجديد على العالم.
2- بذل الجهد في الاهتمام بشكوى المرضى وفحصهم ومعالجتهم ومتابعة حالتهم الصحية لاحقا.
3-تأمين ما يحتاجه الناس من التثقيف الصحي بإنفلونزا الخنازير. وهنا علىجهود التثقيف الصحي أن تكون فاعلة في توصيل المعلومات السليمة، وباستمرار،وبأكثر من طريقة، وبمستويات متنوعة في العمق. ولأسباب عدة، على الأطباءتذكر أنه حتى غير المتخصصين في المجال الطبي يملكون قدرات عالية علىاستيعاب الكثير من المعلومات الطبية المفيدة والضرورية، وهم منْ سيُساعدالأطباء في جهودهم لمقاومة هذا الوباء العالمي.
وبالنسبة لدور عمومالناس، وهو الدور الذي لا يستغني عنه الوسط الطبي بحال، فإن الاستقراءالطبي لمجمل المعلومات المتوفرة حول المرض يُشير إلى أن هناك عدة ثغراتونقاط مفصلية يُمكن للناس الاستفادة منها واستغلالها، والتعامل الصحيحوالسريع معها، في جهود تقليل أعداد الوفيات. وأن إهمالها قد لا يكون ذاعواقب حميدة. وهي:
* إدراك أن زيادة أعداد المُصابين بالمرض تعني مزيدا من الوفيات.
* المبادرة إلى طلب المعونة الطبية عند بدء الأعراض، وتناول الأدوية إن وُصفت، واتباع الإرشادات الطبية.
*عدم التساهل في سؤال الأطباء وطلب الإيضاحات عن الحالة المرضية، والطريقةالتي يُعالجونها بها، وأخذ إرشادات ونصائح طبية مفهومة لعلاج الحالةالمرضية ووقاية المُحيطين والمخالطين لها، وتطبيقها بدقة.
* المضاعفات الخطرة للمرض ربما لم تعد تُفرق بين إنسان كان صحيحا سليما من الأمراض وإنسان آخر لديه عوامل «خطورة عالية».
* تدهور الحالة الصحية للمُصاب لا يحصل غالبا بين ليلة وضحاها، بل هناك ثغرة من الوقت الذي تتوالى فيه عمليات التدهور.
*أهمية معرفة علامات بدء حصول تدهور الحالة المرضية، والتأكد اليومي، أوأقل من اليومي، لعدم وجود أي منها لدى المُصاب، عبر دقة الملاحظةوالمتابعة والتفحص.
* التوجه لتلقي المساعدة الطبية، دون تأخير، إذا ماظهرت علامات التدهور، يُعطي فرصة للعاملين في الوسط الطبي كي يتعاملوابسرعة وبشكل سليم في علاج الحالة قبل أو خلال تدهورها.
إن زيادة انتشارالمُصابين بالمرض في مجتمع ما، تُؤدي لا محالة إلى زيادة أعداد المتوفينبسببه في ذلك المجتمع نفسه، لأن العلاقة بينهما، هي علاقة من نوع «السببوالنتيجة». وعندما نقول «وفاة إنفلونزا الخنازير» فإننا نعني القول «موتٌأصاب إنسانا بسبب دخول فيروس إنفلونزا الخنازير إلى جسده، وأدى إلىمضاعفات خطرة في الأجهزة الحساسة في جسمه».
وقد يستغرب أحدهم ذكر هذهالنقطة، ولكن الملاحظ أن هذه الحقيقة قد تغيب عن ذهن البعض، أو قد يكونلدى البعض انفصام في فهم ذلك التلازم فيما بين الإصابات والوفيات. وبناءعليه، إذا أردنا أن تقل، أو تختفي، أرقام الوفيات المعروضة على الشريطالسفلي لشاشات قنوات الأخبار، علينا أن نبذل الجهد الصحيح والمفيدوالمدروس علميا والذي يتعاون الجميع فيه، بغية تحقيق خفض ملموس في أعدادالإصابات بهذا النوع من الفيروسات الجديدة.
وفي هذا العنصر، لا تُوجدحلول سحرية، بل توجد ضرورة لبذل جهد شاق ومتواصل وفي كل
وفي كلالأمكنة التي يتلاقى الناس فيها. وإذا لم ننشر ثقافة نظافة اليدين،وتخلينا عن إتيكيت العطس والسعال، وتمادينا في تعبيرنا العاطفي بالمعانقةو«حب الخشوم» و«التبويس» الاجتماعي، وغيرها من السلوكيات المُسهلة لانتقالالمرض، فإن علينا توقع استمرار وقوع الإصابات، وعلى العاملين في الوسطالطبي توقع تدفق المزيد من المُصابين إلى المرافق التي يُقدمون الخدمةالطبية من خلالها، والأهم توقع الأجزاء المُحزنة من بقية القصة.
الوقت أغلى من الذهب
أحدالعناصر الحاسمة في السيرة المرضية للإصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير هوالوقت. والوقت في هذه الحالات يقينا أغلى من الذهب بكثير جدا.
وأول وقتحساس هو ملاحظة بدايات الإصابة بالمرض، عبر الأعراض التي تظهر على الشخص،وليس انتظار نتائج التحاليل للتأكد من الإصابة أو عدمها. واللجوء إلىالتحليل، وإن كان مفيدا لاحقا، إلا أنه لا قيمة له البتة في البدايات لجهةضرورة وقف الشخص المُحتمل الإصابة حرية اختلاطه بالغير من السليمين، ولاقيمة له مطلقا في القرار الطبي بضرورة البدء بتناول الأدوية المُضادةللفيروس هذا.
وتقول منظمة الصحة العالمية في مُذكرتها الجديدة: وينبغي،فيما يخص كل مريض، اتخاذ قرارات العلاج الأولية استنادا إلى التقييمالسريري والمعلومات المتوفرة بشأن وجود الفيروس في المجتمع المحلي المعني.
وفيالمناطق التي يدور فيها الفيروس على نطاق واسع بين أفراد المجتمع المحلي،ينبغي للأطباء الذين يُلاحظون على الناس أعراضا شبيهة بأعراض الإنفلونزا،افتراض أنها ناجمة عن الفيروس الجائح.
ولا ينبغي انتظار النتائجالمختبرية التي تُؤكد العدوى بفيروس إتش ـ 1 إن ـ 1 لاتخاذ ما يلزم منقرارات علاجية. وتستند هذه التوصية إلى تقارير وردت من جميع مواقع انتشارالفاشيات، ومفادها أن الفيروس إتش ـ 1 إن ـ 1 يكتسب بسرعة الغلبة علىالسلالات الفيروسية الأخرى.
وهناك وقت آخر أغلى من الذهب. وهو عند بدءظهور علامات التدهور لدى المُصاب بإنفلونزا الخنازير أو المُصاب بأعراضشبيهة بالإنفلونزا. والوقت المُحتمل لذلك هو ما بعد اليوم الخامس لظهورالأعراض. والتأخير هنا، يعني مزيدا من التغلغل للمرض، وتدميره لأجهزةالجسم الحساسة.
بدء العلاج فورا
وتضيف مذكرة منظمة الصحة العالميةالجديدة: تشير البيانات التي استعرضها فريق الخبراء إلى أنه يمكن لعقارالأوسيلتاميفير (تاميفلو)، إذا ما تم وصفه بالطرق السليمة، الحد بشكل كبيرمن مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، الذي هو من أهم أسباب الوفاة في مايخص الإنفلونزا الجائحة والإنفلونزا الموسمية على حد سواء، ومن الحاجة إلىدخول المستشفى.
وتوصي منظمة الصحة العالمية، فيما يتعلق بالمرضى الذينيلتمسون العلاج وهم مصابون أصلا بحالات وخيمة أو الذين بدأت حالتهم الصحيةتتدهور، بتوفير العلاج بالأوسيلتاميفير في أسرع وقت ممكن. ذلك أن الدراساتتبين أن ثمة علاقة قوية بين توفير العلاج في المراحل المبكرة، في غضون 48ساعة بعد ظهور الأعراض، وتحسن الحصيلة السريرية. دون انتظار نتائج الفحوصالمختبرية. وينبغي توفير العلاج لتلك الفئتين من المرضى، حتى وإن تأخرالبدء بإعطائه. ويمكن إعطاء الزاناميفير (رينيلزا) في حال عدم توافرالأوسيلتاميفير أو تعذر استخدامه لأي سبب من الأسباب.
وتنطبق هذه التوصية على جميع فئات المرضى، بما في ذلك الحوامل، وجميع الفئات العمرية، بما في ذلك صغار الأطفال والرضع.
تدهور مفاجئ
ومنالمعروف، في الوقت ذاته، أن وجود أمراض دفينة لا يعني إمكانية التنبؤبجميع الحالات الوخيمة، أو حتى معظمها. ويشهد بعض من أولئك المرضى تدهورامفاجئا وسريعا في حالتهم السريرية، ويحدث ذلك، عادة، في اليوم الخامس أوالسادس عقب ظهور الأعراض عليهم.
ومن سمات ذلك التدهور السريري الإصابةبالتهاب رئوي فيروسي أولي يتسبب في تدمير النُسج الرئوية ولا يستجيبللمضادات الحيوية، وفشل في عدة أعضاء منها القلب والكليتين والكبد. ولا بدمن إحالة أولئك المرضى إلى وحدات الرعاية المركزة وعلاجهم بوسائل أخرىفضلا عن الأدوية المضادة للفيروسات. وينبغي أن يتفطن الأطباء ومن يقدمونخدمات الرعاية المنزلية إلى علامات الإنذار التي تشير إلى تطور المرض إلىحالة أشد وخامة، واتخاذ إجراءات عاجلة منها العلاج بالأوسيلتاميفير.
3 سيناريوهات للإصابة بالفيروس
يختلفالمُصابون بإنفلونزا الخنازير في حالتهم الصحية والمرحلة التي وصلوا إليهامن تطورات المرض، ليتراوح ما بين حالات بسيطة، وحالات وخيمة العواقب. ذلكأن بعض المُصابين لا يشكون من أي شيء، ويستمر الحال كذلك لديهم إلى حينزوال الفيروس من أجسامهم. وعلى الطرف الآخر، يُصاب بعضهم بتدهور شديد فيالحالة الصحية، يطال المرض الأصلي الذي يُعانون منه، كأمراض القلب أوالكبد أو غيره، كما يطال الرئتين بتفاعلات التهابية خطرة وفشل أجهزةمتعددة بالجسم.
وعرضت لجنة الخبراء بمنظمة الصحة العالمية، في مذكرتها الجديدة، السيناريوهات الثلاثة لوصف التطورات المحتملة للإصابة:
أولا: إنفلونزا غير معقدة:
وفيهذا السيناريو، يدخل الفيروس إلى الجسم، عبر البوابات المعروفة، الفم أوالأنف أو العينين، ليُؤدي إلى ظهور أعراض شبيهة بالإنفلونزا. وهي ما تشملارتفاع حرارة الجسم، السعال، ألم الحلق، سيلان الأنف، صداع، ألم عضلات،إرهاق عام بالبدن. وتحديدا لا تكون هناك صعوبة في التنفس، أو لهاث حال بذلالمجهود البدني. وعلى الرغم من أن المريض قد يُصاب ببعض الأعراض المتقدمةأو جميعها، إلا أن من النادر عدم حصول ارتفاع في الحرارة. كما قد تحصلأعراض للجهاز الهضمي، كالإسهال، أو القيء، وخاصة لدى الأطفال. ولكن دونحصول حالة الجفاف في الغالب.
ثانيا: إنفلونزا معقدة أو شديدة:
وعلامات وجود حالة معقدة أو شديدة من الإنفلونزا تشمل:
ـصعوبة التنفس أثناء الراحة أو حال بذل المجهود البدني، ارتفاع نبضاتالقلب، تدني نسبة أوكسجين الدم، تغيرات في صورة أشعة الصدر تعكس وجودالتهاب ذات الرئة pneumonia، اضطرابات الجهاز العصبي، جفاف شديد.
ـظهور مرحلة متقدمة من المرض، تتميز بمضاعفات عدة، كفشل الكلى، أو فشل عدةأعضاء عن العمل، أو تحلل العضلات، أو التهاب عضلة القلب، أو حصول حالةالصدمة الميكروبية التي ينخفض فيها ضغط الدم بشدة.
ـ تهييج أحد الأمراضالمزمنة لدى المريض، مثل الربو أو الانسداد المزمن في الشُعب الهوائية، أوفشل الكلى المزمن، أو فشل الكبد المزمن، أو أمراض القلب أو غيرها.
ثالثا: إنفلونزا تتطور نحو التدهور:
وهذامن أهم ما يجب على الناس معرفته، في سبيل تقليل عدد الحالات التي تصل إلىمرحلة ذات عواقب وخيمة. والمريض الذي يكون في بداية إصابته بالفيروس فيحالة غير معقدة، قد يتحول مع مرور «الوقت» إلى حالة معقدة وشديدة. ومن«المهم جدا» أن يدرك الناس أن التطور قد يحصل بوتيرة سريعة وفي مدة زمنيةقصيرة. وهناك مؤشرات أربعة للتدهور، وهي:
ـ أعراض وعلامات نقصالأوكسجين وعدم كفاءة عمل القلب والرئتين. مثل صعوبة التنفس، ظهور زرقة فيالأظافر والشفاه، إخراج بلغم مُلون أو مخلوط بالدم، ألم بالصدر، انخفاضضغط الدم.
ـ علامات اضطرابات الجهاز العصبي، مثل تغيرات في مستوى الوعيوالإدراك الزمني أو المكاني أو الأشخاص، تشويش الارتباك الذهني، النعاسالمتواصل، فقد الوعي، صعوبة في الاستيقاظ من النوم، نوبات التشنج، ضعفشديد في العضلات أو شلل.
ـ علامات استمرار تكاثر الفيروس أو حصولالتهاب بكتيري إضافي. وذلك ما يُبينه الفحص السريري ونتائج التحاليل. ومنأهم مظاهر الحالة هذه استمرار ارتفاع حرارة الجسم والأعراض الأخرى، لمدةتتجاوز ثلاثة أيام.
ـ علامات حصول حالة شديدة من جفاف الجسم. مثل تناقصالقدرة على أداء المجهود البدني، ودوار الدوخة، ونقص كمية البول، والإعياءالشديد.
علامات الخطر
تقول منظمة الصحة العالمية في مذكرتهاالجديدة: من الملاحظ، في جميع أرجاء العالم، أن معظم المصابين بالفيروسالجائح لا يزالون يشهدون أعراضا معتدلة ويتماثلون للشفاء في غضون أسبوعواحد، حتى وإن لم يخضعوا لأي علاج طبي. وهناك منْ يشهدون تطورا سريعا جداإلى حالة مرضية وخيمة أو مميتة.
وتتسم في كثير من الأحيان بالتهاب رئويوخيم يدمر النسيج الرئوي وقصور في أعضاء متعددة. ولا بد للأطباء والمرضىومن يقدمون خدمات الرعاية في بيوت المرضى، الانتباه لعلامات الخطر التيتشير إلى تطور نحو حالة مرضية أشد وخامة.
وينبغي، نظرا لإمكانيةتطور المرض بسرعة فائقة، التماس العناية الطبية عند ظهور أي من علاماتالخطر التالية لدى أحد المصابين بحالة مؤكدة أو مشتبه فيها من حالاتالعدوى بالفيروس، وهي:
* ضيق التنفس، إما أثناء ممارسة النشاط البدني أو عند الاستراحة.
* صعوبة التنفس.
* تحول لون البشرة إلى الأزرق.
* إفراز بلغم دموي أو ملون.
* ألم في الصدر.
* تدهور الحالة النفسية.
* حمى شديدة تدوم أكثر من ثلاثة أيام.
* انخفاض ضغط الدم.
ومن علامات الخطر لدى الأطفال: التنفس بسرعة أو صعوبة التنفس ونقص اليقظة وصعوبة الاستيقاظ ونقص أو انعدام الرغبة في اللعب.
منقووووووووووووووووووووووووووووول